إن اختيار عنوان الدراسة أحد أهم العوامل التي تساعد الباحث على الانطلاق في طريقه البحثي، فنجد أن الحصول على الماجستير يبدأ بخطوات أولها تلك الخطوة المهمة والمتمثلة في تحديد عنوان دقيق للدراسة يعبر عن الرسالة، فالعناوين الجيدة هي التي تجذب الانتباه وتلخص جوهر البحث، وتوجه القارئ إلى أهم النقاط التي سيتم تناولها، وإن كان اختيار اختيار عنوان الدراسة بحاجة إلى تحقيق العديد من المعاير؛ لكي يكون الاختيار ناجح، وتلك المقالة تسعى لبيان كيف يمكنك إختيار عنوان مناسب.
أهمية اختيار عنوان جيد للدراسة:
إن إختيار عنوان جيد للدراسة أمر في غاية الأهمية، كون اختيار العنوان هذا ما يعكس قيمة الرسالة وقوتها، ولعل تلك الأهمية تتلخص في:
التوجيه: العنوان الجيد يعمل على توجيه الباحث إلى تحديد ماهية منهجيته من أهداف وفرضيات سليمة قائمة على المتغيرات التي تم ذكرها بالعنوان.
الجاذبية: حيث اختيار عنوان جيد يعمل كعامل أساسي لجذب القراء والباحثين للدراسة لمعرفة ما تحتويه وما تسعى لإثباته.
التلخيص: عند اختيارك عنوان جيد للدراسة فإنك تعمل على بيان وتلخيص ما تحويه الدراسة وفهم نتائجها قبل الخوض فيها.
التقييم: كذلك اختيار عنوان جيد للدراسة يعد أحد أهم عوامل تقييم الدراسة المقدمة ويبين مدى إجادى الباحث.
عوامل يجب مراعاتها عند اختيار العنوان:
عند اختيار عنوان للدراسة يجب وضع بالاعتبار العديد من العوامل التي بتحقيقها تضمن توفير عنوان للدراسة احترافي وخالي من أي خلل أكاديمي أو علمي.
الوضوح: يجب أن يكون العنوان واضح، وخالي تماماً من أي غموض سواء باستخدام ألفاظ غريبة أو معقدة أو غامضة.
الاختصار: العنوان يجب أن يكون مختصر، معتمد على ألفاظ واضحة تبرز دلالات كافية عن المتغيرات التي سيستخدمها الباحث.
الأصالة والجدية: فالعنوان يجب أن يكون أصليًا وغير مكرر، وأن يعكس مساهمة جديدة في المعرفة العلمية، ليكون ذات قيمة.
الملائمة للمجال: يجب أن يراعى إختيار عنوان جيد ضمن مجال أو تخصص الدراسة، والبعد عن العناوين التي تركز على لبث بين تخصصات أو تعطي دلالة للحديث عن تخصص آخر.
التوافق مع الأهداف: يجب أن يتوافق العنوان مع أهداف الدراسة والأسئلة البحثية التي يتم طرحها.
الجاذبية: يجب أن يحفز القارئ على قراءة الدراسة، من خلال قدرته على جزب القارئ.
الطول المناسب: العنوان يجب أن يكون طوله مناسب بحيث يكون طويلًا بما يكفي ليعكس جوهر البحث، وقصيرًا بما يكفي ليكون سهل التذكر.
خطوات اختيار عنوان الدراسة:
لاختيار عنوان الدراسة يجب السير وفق خطوات واضحة ومرتبة، بحيث يكون الاختيار جيد ومناسب يجب اتباع تلك الخطوات التالية:
تحديد موضوع الدراسة: قبل البدء في اختيار العنوان يجب أن يتم تحديد دقيق للموضوع الذي يتم الحديث عنه والبحث خلاله، وإن كان هناك حاجة لاختيار موضوع معين أو مجال معين فإن هناك العديد من العوامل التي يجب القيام بها لاختيار موضوع للدراسة.
استعراض أدبيات الدراسة: ضرورة الوقوف على الدراسات السابقة التي تخص المجال الذي تم تحديدة للحديث عنه، حيث القدرة على تحديد الفجوات المعرفية التي ينقصها هذا الموضوع.
تحديد متغيرات الدراسة: إن تحديدك للمتغيرات التي ستقوم بدراستها أحد أهم عوامل صياغة عنوان جيد للدراسة.
صياغة أسئلة الدراسة: قم بوضع أسئلة بحثية محددة وواضحة للدراسة التي تنوى عرضها.
صياغة عناوين أولية: قم بصياغة عدة عناوين أولية بناءً على الكلمات المفتاحية والأهداف والتساؤلات التي قمت بتحديدها مسبقاً.
تقييم العناوين الأولية: قم بتقييم العناوين التي تم اقتراحها والنظر إي من تلك العنوان موافق للمعاير التي تم طرحها سابقاً في المقالة.
اختيار العنوان
النهائي: بعد
التقييم للعناوين المبدئية فإنه يمكنك الوقوف على أي من تلك العناوين أكثر مناسبة
وفق معاير العنوان الجيد للدراسة والاستقرار عليه.
أمثلة على عناوين جيدة للدراسة
لكي تتحقق من مدى استيعابك لعوامل اختيار عنوان دراسة جيد فإنه يمكنك الاطلاع على الأمثلة التالية والنظر أيهم مناسب وأيهم غير مناسب.
مثال سيئ: "دراسة في مجال ...". هذا العنوان عام جدًا ولا يعكس أي تفاصيل عن البحث.
مثال جيد: "تأثير استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة العمليات اللوجستية في الشركات الصناعية". هذا العنوان واضح ومحدد ويعكس مساهمة جديدة في المعرفة.
خطوات يجب القيام بها بعد اختيار عنوان الدراسة:
بعد اختيار عنوان للدراسة يتبع كافة المعاير والتحقق من كونه مناسب فإن هناك بعض الخطوات الإضافية التي يجب القيام بها قبل الخوض في الدراسة والتي تتمثل في:
اطلع على عناوين الأبحاث السابقة: قم بالاطلاع على الدراسات السابقة التي تم تقديمها في نفس التخصص للتحقق من أن العنوان فريد.
استخدم أدوات البحث العلمي: لتحديد متغيرات دراسة جيدة يجب عليك الاعتماد على أدوات البحث العلمي المتاحة.
مناقشة العنوان مع المشرف: حاول الرجوع إلى المشرف الخاص بك والحديث معه في العنوان الذي تم اختياره وعرض رؤيتك لسبب الاختيار، والنظر لوجهة نظره لعل هناك توجيه من المشرف يعمل على تحسين العنوان أو توظيفه بشكل أفضل.
كن مرنًا: فهم مدى الحاجة إلى أي تعديل أو تغير في الدراسة حتى أثناء تنفيذ الدراسة ووفق توجيهات المشرف كذلك.
وفي الختام فإن اختيار عنوان الدراسة أمر لا غنى عنه للباحثين، سواء كنت تبحث عن القيام برسالة أو بحث بغرض النشر، ولعل تلك الخطوة الأكثر أهمية في مجال البحث العلمي والتي بإتقان تنفيذها تضمن السير على منهاج صحيح في الدراسة، كما أن اختيار العنوان الجيد ييسر عملية البحث ويجعلها أكثر يسر للباحث، وكن على يقين أن اختيار عنوان أمر مهم يمكن لفريق المرشد الأكاديمي توفيره لك كواحدة من خدمات المرشد الأكاديمي.
