يعد الإطار النظري واحد من أهم أجزاء البحث العلمي الأساسية، والتي تسهم بشكل أساسي في بناء الهيكل العام للدراسة، وتحديد الأسس النظرية التي يتم الإعتماد عليها، حيث أن الاطار النظري يعمل على فهم العلاقة بين المفاهيم الرئيسية للدراسة وبيان كيف تتفاعل تلك المفاهيم مع بعضها البعض، حيث الاعتماد على تفسير وتوضيح متغيرات الدراسة من خلال الدراسات السابقة المتعلقة بالموضوع محل البحث، حيث يعمل الإطار النظري هنا على تحديد الفجوة النظرية العلمية.
خطوات بناء الإطار النظري:
تنفيذ الإطار النظري يتم وفق عدة خطوات، تعمل تلك الخطوات على فهم كيف يتم بناءه بشكل صحيح؛ بحيث يكون بالفعل هذا الإطار الذي قمت بعمله شارح وموضح للفجوة البحثية للموضوع، ولعل تلك الخطوات هي:
تحديد المفاهيم الأساسية:
لتنفيذ إطار نظري جيد فلابد من تحديد مفاهيم الدراسة الأساسية والتي يمكن استنتاجها من العنوان من خلال متغيرات الدراسة التي تم عرضها بعنوان الدراسة، ولعل هناك بعض المفاهيم التي تكون غير موجودة ضمن المتغيرات لكنها مرتبطة بها ارتباط وثيق، ولعل هذا يظهر للباحث من خلال الخطوة التالية وهي الاطلاع على الدراسات السابقة.
مراجعة الأدبيات السابقة:
الاطلاع على الدراسات السابقة خطوة مهمة بل أساسية في تنفيذ الإطار النظري للدراسة كونه يحدد للباحث المفاهيم الأساسية والمرتبطة بالمتغيرات محل الدراسة من ناحية، كما أنها تعطي الباحث الفكرة العامة التي سيعمل عليها في دراسته من خلال الاطلاع على نتائج الدراسات السابقة وملخصاتها التي تظهر ما قدمته كل دراسة، بحيث يفهم كل باحث ما يتوجب عليه في دراسته ما سيقف عليه وما سيميزه عن تلك الدراسات.
اختيار النظريات المناسبة:
لعل كذلك الاطلاع على الدراسات السابقة يسهم في الانتقال إلى الخطوة الثالثة والتي تتمثل في تحديد النظرية الأكثر مناسبة للدراسة والتي تتناسب مع موضوع الدراسة، حيث أن الدراسة قد تعتمد على نظرية واحدة أو على أكثر من نظرية؛ كون تلك النظريات تعمل على فهم وتفسير المشكلة البحثية.
تحديد الفرضيات:
عندما نبدأ بالخطوة الأولى من البحث وهي خطة الدراسة نحدد الفرضيات وفق رؤيتنا وفهمنا للعنوان الذي تم اختياره، ولكن يكون دور الإطار النظري للدراسة في فهم الفرضيات والتحقق منها، والعمل على إثباتها من خلال الأدبيات التي تم الغطلاع عليها.
تحليل العلاقة بين المتغيرات:
يضم الإطار النظري للدراسة توضيح للمتغير المستقل والمتغير التابع بشكل أساسي وفهم كل متغير من تلك المتغيرات، وعرض كل ما يخص تلك المتغيرات، لكن من الأهم بين هذه الخطوات هو الربط بين المتغيرات، فيكون ضمن أساسيات الاطار النظري الربط بين المتغيرات في الدراسة، وإظهار العلاقة بينها.
ما هي العناصر الرئيسية داخل الإطار النظري؟
بعد عرض العناصر السابقة والتي تبين خطوات بناء النظري داخل الدراسات والرسائل، فإنه يجب فهم العناصر الأساسية التي يتكون منها الإطار النظري والتي تكون كالتالي:
أولاً: الإطار المفاهيمي للدراسة.
في هذا الجزء يقف الباحث على المفاهيم الأساسية في الدراسة ولكن بتوضيح وشرح أكثر، فيقوم الباحث بعرض المفهوم عرض تفصيلي من الناحية اللغوية والاصطلاحية ثم الوصول إلى التعريفات الإجرائية بعد ذلك لكل مصطلح، ولعل الاعتماد في هذا الطرح للمصطلحات يكون على أساس تحديد المصطلحات الأساسية للموضوع من مصطلحات خاصة بالمتغيرات وما يتعلق بها.
ثانياً: الإطار النظري.
يبدأ الباحث بعض الإطار النظري للدراسة من خلال عرض النظريات المفسرة للدراسة بشكل مفصل، وعرض تفصيلي لمتغيرات الدراسة والربط بينهما من خلال تقسيم النظري إلى فصول أو مباحث بحيث كل جزء يتناول متغير معين بعرض كامل للمتغير وما يخصه من أهمية ونماذج وأهداف وغيره من العناصر المفسرة للمتغير ذاته، ثم الوضع في الاعتبار وضع جزء يخص الربط بين كلا المتغيرين، أو الربط بين متغيرات الدراسة بشكل عام.
ثالثاً: ملخص الأدبيات السابقة.
الدراسات السابقة هذا العنصر الذي قد يكون منفصل في بعض الأحيان عن الإطار النظري والبعض الآخر يكون ضمن عناصر الإطار النظري حسب التخصص الخاص بك، والتي يقوم فيه الباحث بعرض ملخص للدراسات السابقة المرتبطة بموضوع الدراسة بعرض معين، ثم القيام بعد ذلك بعرض تحليل لتلك الدراسات وتفسيرها وبيان العلاقة بينها وبين الدراسة المقدمة بما يسمى بالتعقيب على الدراسات السابقة.
نصائح مهمة أثناء تنفيذ الإطار النظري للدراسة:
هناك بعض النصائح التي يجب أن تتبعها أثناء تنفيذك للإطار النظري وتضعها في الحسابان، والتي أهمها:
- ضرورة تنوع المراجع داخل الإطار النظري، بحيث تكون كل صفحة بها عدد كاف من المراجع.
- العمل على حداثة المراجع قدر الإمكان التي تعتمد عليها في الاطار النظري.
- ضرورة تقسيم الإطار النظري إلى أقسام سواء أبواب أو فصول أو مباحث أو مطالب؛ حسب نوع الدراسة.
- ضرورة الترتيب التاريخي أو الترتيب المنطقي للمعلومات داخل النظري.
- توضيح شخصية الطالب في الدراسة من خلال وضع تعقيب وتحليل أسفل الأجزاء المنفذة من النظري.
وفي الختام يمكننا القول أن الإطار النظري إن صح القول فهو العامود الفقري للدراسة، لذا فإنه من الجيد فهم أن الإطار النظري لابد أن يتم جمعه وعرضه بعناية ودقة، بحيث يكون منظم ومرتب ومفصل وأقسامه واضحه، ولا شك أنه قد يجد البعض صعوبة في جمع الإطار النظري، ولعل توفير الإطار النظري للدراسة هو أحد خدمات المرشد الأكاديمي التي نوفرها.